الأزواج وغـــــــــرف الــــــولادة!

لحظة الولادة من اللحظات التي تنتظرها كل أسرة بفارغ الصبر؛ لإضافة عضو جديد "مولود" منتظَر إلى الأسرة؛ ليس الزوجان فحسب، بل الإخوة والأخوات والطفل وأهل الزوج والزوجة.

وهذه اللحظات السعيدة تسبقها ساعات من الترقب والآمال والتخوف تصاحبها آلام المخاض والولادة ساعات حاسمة كالمرور بمرحلة حرجة من رحلة مضى عليها تسعة أشهر من المخاطر والأفراح والترقب.

هذه الساعات الأخيرة من الصعب على أي امرأة أن تُترك في هذه الفترة تعاني بمفردها بعض النساء تصطحب أختها ووالدتها أو إحدى صديقاتها أو قريباتها المقربات منها أو من لها خبرة سابقة.

هذا جيد، ولكن ينقص الجزء العاطفي.

قد تجتهد المرافقة لتخفيف المعاناة على المرأة بالمخاض، ولكن وجود الزوج؛ الذي هو رفيق الدرب والحياة؛ هو الإنسان المناسب، وهذه أحرج لحظات حياة المرأة؛ فهما شريكا درب واحد؛ فكيف تغيب عند مفترق طرق أو في اللحظات الحساسة التي قد تحمل مخاطر عليها وعلى مولودهما ولحظات سعادة تريد أن يراها فيها.

حضور الزوج مهم جدًّا للزوجة ولتقاربهما من بعضهما.

ويقدر الزوج المعاناة التي مرت بها ليعرف السبب "الجنة تحت أقدام الأمهات " وليس الآباء.

لكن في الغرب يحضر تسعون بالمائة من الأزواج مع زوجاتهم؛ لأن العقلية للزوجين مختلفة؛ فلا يوجد من (يقرف) من منظر الولادة والدم وحضور الطاقم الصحي، وأيضًا الأزواج يحضرهم طاقم المستشفى والولادة نفسيًّا، وبحضور جلسات ودورات خلال فترة الحمل، حتى إن الأزواج يتدربون على كيفية مساندتهم للزوجة خلال فترة الطلق ولحظة الولادة، وأيضًا المستشفى مجهز لحفظ خصوصية الزوجين وغيرهما من الغرف الأخرى التي تُجرى فيها الولادات دون المساس بالنواحي الطبية، من نظافة وتعقيم، وعدم إزعاج  للمرضى الآخرين والطاقم الطبي في حال استدعت الحاجة تدخلاً طارئًا.

غير أن المستشفيات عندنا غير مجهزة لهذه الأسباب، بل إن بعض المستشفيات تمنع دخول الأزواج من البوابة الرئيسية للمبنى.

وأما عن عقلية البعض فحدث ولا حرج؛ فالبعض يعتبرها (أي الولادة) أمرًا خاصًّا بالنساء، كالدورة الشهرية، وتكون آخر فترة الحمل عند أهلها، وعندما تلد سيأتيه الخبر برسالة واتصال بالجوال عندما يستيقظ، أو يكون في انتظار الخبر، ثم يتقبل التهاني على الإنجاز، ويرد عليها برسالة مباركة ومعها اسم المولود الجديد.

"الأزواج وغرف الولادة" هي - باختصار - فكرة جيدة ولكن لها شروط أساسية:

  • أن يكون هناك تفاهم مسبق بين الزوجين. المقصود أن بعض الأزواج يكون عبئًا وعائقًا؛ إما لخوفه الشديد وعدم تحمله الموقف ولا نرغب أن نقول إن البعض لا يكترث.
  • أن تكون هناك جلسات دورية خلال فترة الحمل للتهيئة.
  • تجهيز المستشفيات لحفظ خصوصية وسلامة وأمن المكان وخصوصية المرضى والآخرين
  • فترة التدريب وتعويد الزوجين، خاصةً للولادة للمرة الأولى وتهيئتهم نفسيًّا فعندما يتعايشون مع الوضع يزول عامل الخوف والتحسب؛ فالناس أعداء ما جهلوا.
  • بعض الزوجات لا ترغب في حضور الأزواج وبنفس العقلية؛ إما أنها تخشى أن (يقرف) أو لرغبتها في أن تأخذ راحتها في الصراخ أو التعبير عن الألم أو فرصة لأن تصب جام غضبها عليه، والجميع سيعذرها؛ لأنها في فتره ألم.

أخيرًا..

الولادة اليوم ليست كما كانت عليه في الماضي؛ الآن مع وجود إبرة الظهر والمسكنات للألم أصبحت الأمور أسهل وقد تكون مرافقة الزوج في هذه الحالة أسهل.

في الأخير هي فكره جيدة ولكن برغبة من الطرفين المشتركة إذا وجد المكان المهيأ والمناسب فالبعض من الأزواج كان مترددًا ثم بعد حضور الولادة كان سعيدًا جدًّا؛ حيث إنه شعر بدخوله باب تكوين الأسرة من بابه الحقيقي. باب رؤيته ابتسامة مولودهما الأول ونقصد بالابتسام "البكاء الأول".

فقد ولدتك أمك باكيًا والناس        من حولك يضحكون سرورًا 

فاحرص على عمل تكون به إذا    بكوا يوم موتك ضاحكًا مسرورًا