البيئة عامل رئيس في خصوبة الجنسين

 50% من حالات العقم في السعودية والخليج أسبابها مجهولة

رجّح الدكتور حمد علي الصفيان استشاري أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب في مركز ذرية، أن 50 في المائة من حالات العقم في السعودية والخليج تعود أسبابها إلى عوامل غير معروفة، مشيرا إلى أن التأثيرات البيئية المحيطة بالإنسان من جميع النواحي كالتغذية وما تحتويها من مواد حافظة وكيماوية وملوثة لها أثر في ذلك الوضع.

وقال حمد الصفيان في حديثه مع "الاقتصادية" إنه إضافة إلى التغيرات وعدم الاستقرار في سلوك الأفراد من الرجال والنساء عند ممارستهم الحياة اليومية، وقلة الرياضة، والظروف المناخية النفسية، تقلل من نسبة الخصوبة.

وأضاف الدكتور الصفيان أن الحاجة إلى البحث العلمي في الوقت الراهن أصبحت أشد من أي وقت مضى لدراسة المسببات غير المفسرة لحالات العقم للوقوف على مسبباتها المؤثرة في حدوث هذه الحالات التي تزايدت لدى المجتمع الخليجي. وأشار إلى أن الغذاء الصحي ونمط التغذية السليمة منذ الصغر أمر ضروري، إضافة إلى أن اتباع السلوكيات الطبيعية لممارسة الحياة الطبيعية، وتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، وممارسة الرياضة بشكل عام، تلعب دورا مهما في خصوبة الإنسان من الجنسين مستقبلا.

وقال: "إن أي تأثير بيئي أياً كان مصدره من شأنه أن يتسبب في انخفاض الخصوبة لدى الجنسين، ما يتسبب في حدوث انقطاع البويضات عند المرأة وإصابتها بسن اليأس المبكر، أو انخفاض عدد الحيوانات المنوية المطلوبة لإنجاح عملية الإخصاب عند الرجل"، مضيفا أن جانب التوعية يعد أمرا مهما في إرشاد الناس لتناول الأغذية الصحية منذ الصغر، وأن على الجهات المختصة في وزارة التربية والتعليم أن تهتم بجانب التغذية المدرسية وأهمية تقديم الأطعمة المفيدة لصحة الأطفال والابتعاد عن المأكولات غير الصحية التي يكون ضررها أكثر من نفعها عليهم مستقبلا".

ولفت استشاري أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب إلى أن حالات العقم غير المفسرة يكون فيها الزوجان سليمان من جميع النواحي لكن مسببات منع الحمل تكون غير معروفة وواضحة. حدوث الحمل أو عدمه أولا وأخيرا بيد الله – سبحانه -فهو الواهب، والعمل بالأسباب أمر واجب ليكتب الله التوفيق والنجاح للزوجين في رزقهم بمولود. وأوضح أن المسببات المرضية لحالات عدم الإنجاب سواء لدى النساء أو الرجال، التي يمكن تحديدها من خلال التشخيص والكشف الطبي جميعها يمكن علاجها -بإذن الله -مع تفاوت فترة الشفاء من حالة إلى أخرى، لكن المسبب يكون واضحا ويمكن مع الوقت السيطرة عليه وعلاجه، إذا علمنا أن العقم هو تأخر حدوث الحمل لمدة 12 شهرا من علاقة زوجية طبيعية وهذا يسمى عقما أوليا، وإذا حدث حمل ثم انقطع حدوث حمل مرة أخرى يسمى عقما ثانويا.

وقال: "إن الأسباب المعروفة لعدم حدوث حمل لا تتعدى ستة أسباب وجميعها يمكن علاجها - بإذن الله - وهي: ضعف المبايض، ويكون على درجات، أو ضعف الأنابيب بسبب الانسداد أو الالتواء، وهي همزة الوصل بين المبيض والحيوانات المنوية، أو بسبب ضعف في الرحم يمنع غرس الأجنة بسبب وجود أجسام مضادة ترفض التصاق الجنين أو بسبب ألياف أو أورام حميدة أو التهابات، وهناك أسباب أخرى مثل قلة الحيوانات في السائل المنوي أو بطء حركتها أو كثرة تشوهها بشكل كبير أو وجود أسباب أخرى في العلاقة الزوجية مثل قدرة الرجل على القذف من عدمها والسبب الخامس يكون مشتركا بين الزوجين.

واستشهد الدكتور الصفيان بقصة واقعية حدثت في المملكة المتحدة وبالأخص في ويلز، حيث زادت حالات العقم الأولي والثانوي عند النساء بما يفوق نسبته في الدول التابعة لها إنجلترا وإيرلندا واسكتلندا، ما دفع الحكومة البريطانية للبحث عن مسببات تلك الظاهرة، فوجدوا أن السبب يعود إلى تناول معظم السكان للسمك الذي يعيش في النهر وأن النهر ملوث بمادة رصاصية تأتي من مصنع بعيد، لكن أحد أنابيب ذلك المصنع فيه خلل وتسربت منه تلك المادة الملوثة وأخذت طريقها إلى النهر. وبعد إيقاف المصنع وعلاج النهر من التلوث قلت حالات العقم بشكل ملحوظ وعادت إلى مستواها الطبيعي.