الإجهاض الــمـتــكرر

يعرف الإسقاط المتكرر بحدوث الإسقاط قبل الأسبوع (20) من الحمل ثلاث مرات متتالية أو أكثر وهي مشكلة تعاني منها ما نسبته 2-4 % من السيدات، وتزداد مع زيادة العمر فوق (35) عاما.

تتلخص أسباب الإسقاط المتكرر وطرق علاجها بما يلي: -

هنالك أسباب متنوعة لحدوث الإجهاض المتكرر منها ماله علاقة بالوراثة او بالشكل التشريحي للرحم أو بخلل بعض الهرمونات، أسباب مناعية، وهناك ما هو غير مفسر حدوثه حتى الوقت الحالي.

 

أسباب وراثية:

وتشكل حوالى3 – 5 % من أسباب الإسقاط المتكرر، وهي عبارة عن

  • خلل في بعض الكروموسومات لدى أحد الزوجين أو كليهما، في هذه الحالة تجرى تحاليل للزوجين في محاولة لإيجاد الخلل الكروموسومي.
  • خلل تشريحي في الرحم: ويشكل ما يقارب من 10 – 15 % من أسباب الإسقاط المتكرر ومن أسباب هذا الخلل التشريحي:
  1. خلل خلقي كالحاجز الرحمي ويتم تشخيص بعض الحالات عن طريق جهاز الموجات فوق الصوتية المهبلي، وتكمن مشكلة الحاجز الرحمي بأنه يغير من الشكل التشريحي للرحم إضافة إلى احتوائه على شعيرات دموية أقل لا تكون كافية لتغذية الحمل ويتم العلاج غالبا بالتدخل الجراحي بواسطة المنظار الرحمي
  2. التصاقات داخل الرحم وقد تنتج عن التهابات رحمية شديدة، أو بعد عمليات التنظيفات أو بعد العمليات الجراحية الرحمية بشكل عام كعملية استئصال الألياف الرحمية
  3. الألياف الرحمية وتعتمد في تأثيرها على موقعها من الرحم وتتداخل مع انغراس الجنين في بطانة الرحم فوق الليف ويكون الحل بالتدخل الجراحي بواسطة المنظار الرحمي لبعض الحالات المختارة.
  4. ارتخاء عنق الرحم ويتسبب في إسقاطات الجزء الثاني من الحمل وليس الأول ويمكن أن يفيد ربط عنق الرحم لبعض الحالات.

 

أسباب هرمونية:

وتشكل 10 – 15 % من أسباب الإسقاط المتكرر وقد يصاحب الحالات الآتية

  • نقص في إفراز هرمون البروجسترون (Luteal phase insufficiency) وفي هذه الحالات فقط يمكن اللجوء لعلاجات التثبيت المتعارف عليها كالحبوب أو التحاميل أو الإبر. 
  • الحالات المصابة بمرض السكري والخارجة عن السيطرة وغير المسيطر عليها عن طريق الدواء سواء العلاج الدوائي عن طريق الفم أو ابر الأنسولين، فعدم السيطرة على مرض السكري يرفع من احتماليات الإجهاض والتشوهات الخلقية للأجنة فعلى الطبيب المعالج إجراء الفحوصات الدورية منذ بداية الحمل للسيطرة على هذا الاضطراب
  • مرض تكيس المبايض والذي يصاحبه ارتفاع في هرمون LH والذي أثبتت الدراسات دوره في مشاكل العقم والإسقاطات المتكررة، وفي هذه الحالات ينصح بإعطاء بعض العلاجات التي تساعد في نقص نسبة الهرمون قبل حدوث الحمل وخلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
  • إصابات جرثومية أو فيروسية: بعض الإصابات قد تؤدي إلى الإجهاض، أما عن الإصابة بداء القطط Toxoplasmosis أو الحصبة الألمانية Rubellaأو Listeriosis أوHerpesفجميعها لم يثبت دورها في الإسقاطات المتكررة والحالات التي تنتج عنها قليلة لدرجة أصبح معها فحص TORCH ذو منفعة محدودة جدا
  • إصابة المهبل البكتيرية: تسبب الإسقاط في الجزء الثاني من الحمل كما قد تسبب الولادة المبكرة والعلاج في هذه الحالة يتم بالمضادات الحيوية عند اللزوم.

أسباب بيئية ومنها:

  • التعرض للإشعاع بكميات كبيرة
  • العلاج الكيماوي للسرطان
  • التعرض للصدمات الفيزيائية القوية جدا
 

أسباب تتعلق بجهاز المناعة:

حيث أن الجنين نصفه يأتي من الرجل فعلى جسم الأم أن يتفاعل بطريقة لتقبل ذلك الجزء الغريب من غير أن تهاجم الجنين أو ترفضه وهذا دور جهاز المناعة في جسم المرأة الذي يوقف هذا التفاعل.

ووجود خلل في هذا النظام يؤدي إلى اعتبار الجنين جسما غريبا يجب مهاجمته ومحاربته لتكون النتيجة الاجهاض المتكرر، ومن الاضطرابات التي تصيب جهاز المناعة وتؤدي الى خلل في مسار عمله:

  • أمراض جهاز المناعة مثال Systemic Lupus Erythematous الذئبة الحمراء وفي هذه الحالة يكون جسم السيدة أجسام مضادة ضد بعض خلاياه ومنها خلايا المشيمة، الأمر الذي يعيق هذه الخلايا عن أداء وظائفها وانسلاخها مما يؤدي إلى الإجهاض.
  • متلازمة مضاد الفسفوليبد  Antiphospholipid syndrome ويصاحبه ارتفاع في بعض الأجسام المضادة  وكذلك خلل في تجلط الدم وأحيانا أخرى نقص في الصفائح الدموية كل هذه الأمور تؤدي إلى حدوث تجلطات في خلايا المشيمة مما قد يسبب الإجهاض خلل في جهاز التجلط  وهذه الحالة يصاحبها زيادة في محبطات التجلط الطبيعية بأنواعها  المختلفة فالخلل في هذه المواد قد يسبب حدوث تجلطات بمنطقة انغراس الجنين أو المشيمة ويحدث معه الاجهاضات المتكررة.

حالات الإجهاض الغير معروف السبب أن قسم منها يكون خلل في الكروموسومات غير مشخص وقسم خلل في جهاز المناعة غير مشخص وقد يظهر بالأبحاث مستقبلا أسباب أخري

وبشكل عام فإننا نقدم النصائح التالية للذين يعانون من الإسقاط المتكرر:

  • إيقاف التدخين للزوجين.
  • مراعاة توفير حياة صحية عامة بغذاء صحي متكامل.
  • أخذ أقراص حامض الفوليك Folic Acid من قبل الزوجة
  • ممارسة الرياضة اليومية (وليست العنيفة) بانتظام
  • المحافظة على الوزن المثالي للسيدات
  • المحافظة على روح معنوية عالية وتقديم الدعم النفسي المستمر للزوجة.

وقد يحتاج الطبيب المعالج لإجراء بعض الفحوصات مثل:

  • فحص كروموسومات للزوجين
  • فحص الرحم والمبايض بجهاز الموجات الفوق صوتية (المهبلي)
  • إجراء فحص للرحم عن طريق التنظير الرحمي.
  • فحوصات دم للأجسام المضادة بأنواعها وقد تحتاج بعض الفحوصات للإعادة بعد ستة أشهر فحوصات تتعلق ببعض مواد التجلط بالدم.
  • يبقي القول بأن دراسة الحالة من جميع الجهات هي دور الطبيب أو الطاقم الطبي المشرف على الحالة بتوجه الزوجين للاتجاه السليم فكل حاله تختلف عن الأخرى.