رحلة مع طرق الحمل المساعدة

يسعدني أن اصطحبكم في رحلة طرق الحمل المساعدة لنتوقف في محطات عده.
فالمقصود بطرق الحمل المساعده Assisted Reproductive Technology هي مساعدة الزوجين في تحقيق اهدافهم بإنجاب أطفال سليمين عند تأخر حدوث الحمل الطبيعي او لتفادي حدوث أمراض وراثيه او جينيه وايضاً للمساعدة على الحمل بتوأم أو أختيار جنس الجنين.
فعلى بركة الله نسير.

المحطة الأولى

في المحطة الأولى نتعرف على أسباب تأخر حدوث الحمل الطبيعي ونلخصها في التالي:

  • اضطرابات هرمونية تعيق تعيق الإباضة مثل تكيس المبيض PCO.
  • عجز في انتاج البويضات إما بسبب تقدم العمر أو امراض مزمنه.
  • انسداد انابيب الرحم " قناة فالوب " أو ألتصاقات في الحوض.
  • ميلان شديد في الرحم أو وجود ألياف أو زوائد لحمية بتجويف الرحم أو عنقه.
  • تشوهات بالحيوانات المنوية أو قلة في العدد او بطء في حركتها.
  • هناك أسباب غير مفسرة وغير معروفة وتحدث بنسبة 20-25%
  • وهناك اسباب مشتركة بين الزوجين.


المحطة الثانية

كيف يتم التشخيص:
ببساطة بالنسبة للزوج عمل تحليل السائل المنوي وأحياناً يضاف إليه تحليل تكسر الحمض النووي والسونار لتشخيص دوالي الخصية وهرمونات الذكورة.

  • تحليل هرمونات اليوم الثاني أو الثالث بالدورة الشهرية.
  • اشعة الصبغة للرحم والأنابيب.
  • السونار وهرمون اي ام اتش AMH لمخزون وتكيس المبيضين.
وعلى ضوء النتائج تتحدد خطة علاج الأسباب ان وجدت.

المحطة الثالثة

علاج الزوج:
في حال وجود دوالي للخصيتين قد تحتاج عملية أو بطريق القسطرة.
وفي حال ضعف الحيوانات المنوية تعالج بالهرمونات أو المكملات الغذائية.
وإذا كانت نسبة التشوهات عالية يفضل الإقلاع عن التدخين، تخفيض الوزن، التغذية السليمة وممارسة الرياضة.
في حالات الضعف الجنسي يستحسن أخذ جلسات متتالية لمعرفة الأسباب وعلاجها.

المحطة الرابعة

في حالات تكيس المبايض يستحسن تخفيض الوزن إلى المعدل الطبيعي وتنظيم الدورة بالأدوية المناسبة وأخذ منشطات بداية بالحبوب ومتابعة الإباضة وتحديد أيام العلاقة الزوجية في فترة التبويض وإضافة إلى المنشطات الحذر تفادياً لحدوث فرط الإباضة والمتابعة بالسونار وتحاليل دم هرمون الإستروجين E2.

المحطة الخامسة

في حالة ضعف مخزون المبيض ويشخص ذلك بإرتفاع هرمون اف اس اتش FSH اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية وإنخفاض هرمون الإستروجين E2 وأيضاً إنخفاض هرمون اي ام اتش AMH أقل من 1 وفحص المبيض بالسونار واذا كان هناك ضمور حجم المبيض وقلة المخزون فهذه الحالات يصعب أو يطول علاجها.
المكملات العلاجية والطعام الطبيعي قد تكون مجدية والحاجة إلى حقن البلازما بالمبيض مع تنشيط ومتابعة الإباضة قد يفيد البعض في 30% من الحالات.

المحطة السادسة

انابيب الرحم قناتي فالوب قد تكون مغلقة فتمنع وصول الحيوانات المنوية للبويضة لتلقيحها.
وقد تكون هناك التصاقات بالحوض تمنع التصاق البويضة وإحتضانها فلايجد الحيوان البويضة عند وصوله لتلقيحها.
وهذا يحدث لأسباب عده إما إلتهابات مزمنة خاصة مرضى السل " الدرن" والكلاميديا.
أو بسبب أثار من عمليات بالحوض سابقة تشمل العمليات القيصرية أستئصال الياف الرحم أو أكياس المبيض أو بسبب البطانة المهاجرة أو الحمل خارج الرحم.
تشخيصها يكمن في فحص اشعة الصبغة بتخدير خفيف أو بدون وأيضاً بمنظار البطن والحوض وهو تشخيصي علاجي لإزالة بعض الإلتصاقات ومحاولة فتح الأنابيب وينجح بنسبة 20-30% واللجوء إلى عملية اطفال الأنابيب بنجاح يتراوح بين 40-60%.

المحطة السابعة

قد يكون تأخر الحمل من الأسباب التي تكمن في الرحم وعنقه.
مثل ضيق شديد بالعنق يمكن توسيعه جراحياً أو وجود زوائد لحميه أو ألياف بالرحم يمكن إزالتها جراحياً عملية أو بالمنظار.
ايضاً وجود ميلان شديد بالرحم يمكن تصحيح وضعه.
بطانة الرحم الطبيعية هي بين 7-14مم عندما تكون أكثر تحتاج إلى عملية تنظيف ودراسة الخلايا في المعمل عندما تكون اقل فتحتاج إلى عملية منظار للرحم وإعادة تأهيل لها إما بالهرمونات حبوب أو إبر أة بحقن البلازما في تجويف الرحم وأهميتها أنها مكان إنغراس الجنين وتكوين المشيمة لاحقاً.

المحطة الثامنة

العامل النفسي !!
يغفل الكثيرورن عن اهمية العامل النفسي في تأخر حدوث الحمل، وهو يتفاوت بدرجات فهناك قلة في مرات العلاقة الزوجية إما بسبب وظروف العمل والضغوط النفسية.
أو بحكم السفر وبعد المسافات وهناك حالات الرهاب Phobia من العلاقة الزوجية الجنسية وتخوف شديد إلى درجة تمنع حدوثها عند أحد الزوجين أو أحدهما خاصة المرأة.
وهناك حالات الضعف الجنسي وقلة الرغبة وهذه تحتاج إلى مراجعة مختصيين لمعرفة الأسباب ويستدعي علاجها جلسات عده.
والبعض لرغبة الحمل الشديده يلجأون إلى عملية الحقن الصناعي أو المجهري مع التخدير وأحياناً مع إستخراج الحيوانات المنوية بالرشفة أو بعينة من الخصية.
مثل هذه الحالات متوارية لكنها ليست قليلة وتجاهلها هو المشكلة فلابد من المصارحة بين الزوجين والبحث عن الحلول بطريقة علمية منظمة.

المحطة التاسعة

عملية الحقن الصناعي IUI:
هي عملية بسيطة جداً، تتخلص في تركيز الحيوانات المنوية في جهاز الطرد المركزيلمدة تقارب الساعة ثم حقنها داخل الرحم.
ويشترط فيها أن يكون الرحم سليم والإباضة كذلك وأنابيب الرحم مفتوحة وهي تفيد في حالات الرجل الذي يعاني من ضعف الإنتصاب والقذف السريع.
وعندما تكون نسبة التشوهات وسرعة الحيوانات المنوية متناقصة نوعاً ما أو العدد قليل بشكل بسيط فإذا أمكن تركيز 2 مليون حيوان منوي تقريباً وحقنها بقسطرة دقيقة عبر عنق الرحم وصولاً إلى فتحة أنابيب الرحم إختصاراً للمدة والمسافة فهي تساعد على حدوث الحمل في هذه الحالات بنسبة 20-30% تقريباً.

المحطة العاشرة

عمليات اطفال الأنابيب والحقن المجهري:
وتتلخص في سحب البويضات من المبيض بعد تنشيطها بالأبر المنشطة لمدة 10-15 يوماً تقريباً ( وصب 100 الف حيوان منوي على البويضة في أنبوب المعمل ) في حالات أطفال الأنابيب.
أو حقن حيوان منوي واحد لكل بويضة مباشرة في حال عمليات الحقن المجهري ووضعها في حاضنة مخصصة اشبه ماتكون بالرحم.
ثم إعادتها بعد 3-5 أيام إلى الرحم حسب الإنقسامات وحسب الحالة، وبنسبة حمل تتراوح بين 40-60%.
هذه الطريقة مناسبة في حالات:

  • انسداد أنابيب الرحم.
  • ضعف شديد في الحيوانات المنوية أو عند إستخراجها جراحياً.
  • حالات تأخر الحمل الغير مفسر.
  • عند الرغبة في تفادي أمراض وراثية.
  • عند الرغبة بتحديد جنس الجنين.
  • في حال الرغبة في حدوث توائم.

علماً أن أول مولوده عن طريق طفل الأنابيب تمت منذ أكثر من 42 عاماً (بتاريخ        )
ولد بعدها الكثير من الأطفال ليرسمو ابتسامة أمل على شفاة أسرهم.

المحطة الحادية عشر

هل هناك فرص للحمل بالتوائم ؟؟
نسبة الحمل بتوأم طبيعياً هي بين 1-5% تزيد في حالات وجود تاريخ عائلي للزوجين بحمل التوائم.
اما عن طريق المنشطات فترتفع النسبة إلى 15%.
وعن طريق الحقن الصناعي 25%.
اما بطرق طفل الأنابيب وإعادة 2 أجنة للرحم فنسبة التوائم لمن يحملن تصل 50%.
وبالطبع هما غير متطابقين وقد يكونا نفس الجنس أو مختلفين ولكل منهما مشيمته وكيسه.
قد تحتاج لمرأة لربط عنق الرحم إذا كان هناك إرتخاء وقصر منعاً لحدوث ولادة مبكرة، ولكن ليس من الضروري.
إذا كان التوأم الأول وقت الولادة الرأس أولاً فإحتمال حدوث الولادة طبيعي وإلا يلجأ للقيصرية.

المحطة الثانية عشر

هل يمكن تفادي الأمراض الوراثية التي يوجد لها تاريخ عائلي أو متلازمة داون وغيرها ؟؟
الأمراض الوراثية والطفرات الجينية لاعلاج لها في الغالب، وهي تسبب معاناه للطفل والأبوين والأسره للإعتناء بالإعاقة التي تستنزف الكثير من الوقت والمال والجهد والضغوط النفسية. فمنعها قبل حدوثها هو الأسلم ومع تطورة تقنيات علم الوراثة والجينات genetic science تم معرفة أكثرها وتفاديه والسعي إلى الحصول على الحمل بطفل سليم أو حامل ولكنه غير مصاب.
فتبدأ المرحلة العلاجية بزيارة وإستشارة عيادة الأمراض والوراثية والجينية لدراسة الحالة ومعرفة الجين الحامل لمرض معين ومع دراسة بقية الكروموسومات من باب الإحتياط.
ثم البدء بعملية أطفال الأنابيب وأخذ عينه من الجنين في اليوم الخامس من السحب والتلقيح وإرسالها إلى معمل الوراثة لفحصها وذلك يستغرق أسبوعين.
فتجمد الأجنة ولاحقاً يعاد فقط الأجنة السليمة وتستثنى المصابة وذلك لاحقاً في الأشهر القادمة..
وبذلك تتفادى الأسره والطفل معاناة مرض وراثي وإعاقة مستعصية للعلاج اصلح الله خلق الذرية وبارك فيها.